رؤي
April 1, 2013
لا حسابات
April 1, 2013
Show all

شريط الهدايا

كان يقود سيارتة عائدا الى البيت نظر الى ورود العيد و الهدية المعتادة لمعت الدموع في عينية و هو يتذكر السعادة التى كانت تتملكة في مثل هذا اليوم من كل عام إلا هذة السنة فبداخلة مرارة لا توصف يشعر بان ايام سعادتة ستكتب لها كلمة النهاية ظل يربط عدة احداث ببعضها  ….. بعدها عنة في الفترة الاخيرة … تحججها بأنها مجهدة … شرودها الدائم … تفكيرها المستمر … عصبيتها الزائدة … غضبها على ابسط الاشياء

تذكر يوم ان صارحهما الطبيب بأن الامل في الاطفال ضعيف .. تذكر دموعه ، مرارتة ، شعورة بالعجز و الامتهان و هو يخيرها بين الاستمرار معه او الانفصال عنه و انها ستظل حبة الوحيد مهما كان قرارها .. توسلت له ان لا احرمها من السعادة بقربة فهو قدرها و هى قدرة فيجب ان يرضيا بما قسم لهما

 قولها :” يكفينى انت … ستكون طفلى الكبير الوحيد المدلل ” ابتسامتها و هى تنهية عن البكاء و تقول لة ” الطفل المطيع لا يبكى “

–        اعلم ان الامومة غريزة لا يمكن تجاهلها مهما حاولت ستحن لها يوماً لكن انا … اين الوعود التى وعدتنى بها ؟ اين العهود التى قطعتها على نفسها ؟ او بعد ان تعلمت معنى الحياه معها و بها تتركنى هكذا بلا رحمة صرخها و البكاء يخنق صوتة .

شرد ….  في صباح هذا اليوم عندما استيقظ على صوت المنبة ليجدها نائمة لم تتذكر عيد زواجهما و لم تستيقظ كعادتها تعد لة الافطار فلقد مر صباحاً كئيبا حتى انها لم تلتفت لخروجة من البيت  .. ضم شفتية في حسرة و هو يتذكر عيد زواجها السابق ……… استيقظ من نومة على رائحة الورد و هى تداعب وجهه بها يفتح عينية على وجهها المبتسم كالبدر المنير و هى تقول ” كل سنة و انت طيب ” يبتسم ” و انتِ طيبة ” يلفت انتباهه شريط الهدايا الملفوف حول عنقها يمسك بة ينظر اليها في تساؤل تبتسم ” اتقبلنى هدية هذا العام ” يضحك من قلبة ” مجنونة انتِ و لكنى عاشق لذلك الجنون ” يقولها و هو ينزع عنها الشريط تضحك ” صباح الخير هيا حتى لا تتأخر على العيادة “

يمسك يدها يقبلها ” لا بل صباحك انت ِ فأنتِ خيري بل خير الدنيا بأسرها “

ابتسم و هو يتابع الطريق من خلف دموعه مع احزانة التى تتزايد كلما اطلت علية ظلمة الايام القادمة بدونها .

وصل البيت وقف امام الباب ممسك بالورود و الهدية خائف ان يقرع جرس الباب .. فجأه يفتح الباب .. تطل علية بوجهها المنير و ابتسامتها العذبة المعهودة نظر الى رقبتها لم يجد شريط الهدايا ” نعم فهى لم تعد لى بعد الان ” قالها بيأس في اعماقة … دخل ليجد كل الاقارب و الاصدقاء ، مظاهر الاحتفال مبالغ فيها هذا العام نظر اليها تابع ابتسامتها لكل الحاضرين و هم يهنئونهما بالعيد العاشر لزواجهما و لسان حالة يقول ” كفى تهنئة فما هى الا لحظات و ستواسوننى “

ادارت جهاز الكاسيت على اغنيتة المحبوبة جائتة تاخذة من يدة ” هيا لتراقصنى ككل عيد ” قالتها بدلالها و رقتها المعهودة انقاد خلفها و عينية معلقة بها يتابع حتى انفاسها لا يريد ان تضيع منة لمحة دون ان يلتقطها ضمها بين ذراعية نظر اليها و هو يقاوم دموعه ابتسمت قائلة ” اتذكر تلك الاغنية ؟؟ ” اومأ رأسه بالإيجاب  تابعت انها نفس الاغنية التى رقصنا عليها يوم زفافنا … اتذكر ذلك اليوم ؟؟ نامت على كتفة ثم عادت تنظر إلى عينية قائلة اتذكر يوم ان ذهبنا للطبيب و قال انة لا امل لنا في الإنجاب ؟” توقفت قدمية عن الحركة كأنها شلت و احتبست انفاسة داخل صدرة حتى دقات قلبة تجمدت كما تجمدت الدماء في عروقة اغمض عينية صارخا ” حسنا ارجوك اجعلى موتى سريعاً “

توقفت نظرت الية و التفت الية الحاضرون في استغراب و تساؤل …

–        موت ؟؟؟؟!!!!!!

–        نعم … لا احب المقدمات ان كان قرارك ان تتركينى الآن اعلمينى فقط و لم يكن هناك داعٍ لتحشدى كل هذا الجمع لتعلميهم بضعفى و قلة حيلتى

–        ابتسمت – لا انه ليس موت ما رايك ان كانت حياه … حياه جديدة ؟؟

–        صرخ – لا حياه لى بدونك

–        لا بل حياة جديدة معى .

–        نظر اليها بتساؤل – حياه جديدة معك ؟؟؟

–        لم ارد ان اخبرك قبل ان اتأكد حتى لا تعيش لحظات القلق و الترقب مثلى …. لكننى تأكدت اليوم

–        هنا بدأت تتضح امامة الأمور و تمر المواقف امام عينية … خر على ركبتية يتوسل اليها استحلفك بالله سامحينى كيف لم اعى كل تلك الاعراض و انا طبيب تخصصى امراض النساء اعمانى شعورى بالعجز و الرعب من فراقك

–        ابتسمت اوقفتة – لم تجب على سؤالى ؟؟

جرى احضر شريط الهدايا وسط دموع الحاضرين ربطة حول عنقة قائلاً : حبيبتى يا تاج النساء اوتقبليننى هدية متواضعه لهذا العام

ابتسمت … نزعت عنة الشريط .. ضمها الى صدرة كأنة قد ضم الدنيا بأسرها في احضانة.

                                                                                                          رين سمير 

                                                                                                     اهداء الي من اعاد للوجود الوانه

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *