المرأة الساذجة
February 28, 2013
جدتـــــى
February 28, 2013
Show all

شكرا لاتصالك بالمصرية للاتصالات


يدق جرس الهاتف

-مصرية للاتصالات رين سمير السلام عليكم

-وعليكم السلام و رحمة الله وبركاتة ممكن رقم حانوتى و عربية نقل موتى – قالها بصوت مختنق بالبكاء –

-لحظة واحدة يا فندم – قلتها و انا اسمع في خلفيتة صوت نحيب و بكاء حتى هو من بعض همهماتة اتضح لى انة لم يستطع تمالك نفسة و بدا في بكاء حار بصوت مسموع انقبض قلبي حتى اننى بدات اتذكر احبابي الغائبين و دمعت عيناى –

-رقم الحانوتى يا فندم …….. اما رقم عربة نقل الموتى …….. – لامجال للرسالة الصوتية هنا قلتها في سري –

-اى خدمة تانية – و قبل ان انهى الكول سيناريو كان قد اغلق الخط انتابنى حزن غريب و تساؤلات كثيرة ترى من توفى لة والدة ام والدتة ام ربما احد اخوتة ؟؟ افيق من تساؤلاتى على جرس الهاتف يعلن عن وصول مكالمة اخرى للارض السيت

-مصرية للاتصالات رين سمير السلام عليكم – و اذا بزغروتة تخرق طبلة اذنى

-و عليكم السلام ممكن نمرة المأذون فلان الفلانى

 -لحظة واحدة يا فندم قلتها و قد انتابنى الذهول من تلك المفارقة ، طوال فترة البحث اسمع الزغاريد حتى انة خيل لى انها تسلينى حتى اجد الرقم لها اختنقت من صوت الزغاريد العالى رغم خفضى لصوت التليفون.

-الرقم يا فندم حضرتك هتسمعية حالا من خلال رسالة مسجلة اى استفسار تانى

-لا لا لا وحياتك مليهونى انا ماليش فى تكنولوجيا المعلومات بتاعتكم دى

-تحت امرك يا فندم الرقم …………. اى خدمة تانية يا فندم

-تشكري يا ختى عقبال عندك ان شاء الله

-شكرا يا فندم و شكرا للات…..- و يغلق الخط كالعادة قبل ان انهى السيناريو

سرحت في التناقض بين المكالمتين تخيلتهم في شارع واحد بل في بيت واحد

-دة وقتة يموت انهاردة دة انهاردة فرح ابنى

-يا ستى اعمار .. و مالة افرحو برضة بس على قدكم بلاش زغاريد و كدة

-لا طبعاً قدنا دة اية ، دة احمد اول فرحتي لازم اهيصلة و اعملة كل اللى متعملش

-ازاى بس ؟؟ طيب خلى الزغاريد لما تطلعوا من الشارع و انتوا رايحين القاعه

-لا احنا محجزناش قاعه احنا عاملينة هنا فوق السطوح و جايبين فرقة و رقاصة و السهرة صباحى

-فوق السطوح ازاى !!!؟؟ الراجل لسة ميت دة انتو جيران من زمان و الراجل معاكم في الشدة قبل الفرح

-يا ختى الحى ابقى من الميت

-لالالا يا ام احمد دة انتى ام الاصول متطلعش منك التصرفات دى

و قبل ان تجيب يدق جرس الباب فإذا به ابن المتوفى

-اهلا يا محمد تعالى يا بنى البقاء لله شد حيلك دة ابوك  الله يرحمة كان اخ  قطع فينا كلنا و الله – قالتها ببكاء مفتعل

-و نعم بالله … متاجليش حاجة يا طنط احمد اخويا و انا جيت اقولك احنا مسافرين البلد مدفنا هناك و هنعمل العزاء هناك تمموا كل حاجة بابا كان بيحب احمد اوى و مش هيرضية ان فرحة يتاجل و ربنا يتمم بخير – قالها و دموعه تندفع من عينية دون ارادتة-

-لا يا بنى ازاى هو الجواز هيطير دة واجب احنا اهل يتاجل حتى بعد الاربعين

-لالالا مافيش داعى استاذن علشان العربيات مستنية تحت علشان نسافر

-طب يا بنى البقية في حياتك طريق السلامة – قالتها و هى تغلق الباب

و قبل ان تخرج العربات من الشارع كانت الزغاريد تبدد سحب الاحزان عن المنطقة وهى تخبر الجيران ان اهل المتوفي هم من الحوا عليها ان تفعل ذلك

افيق على جرس الهاتف من جديد

-مصرية للاتصالات رين سمير السلام عليكم

-النجدة بسرعه لالالالالالالالا المطافى

-يا ساتر استر يا رب – قلتها في سري ابتسمت و انا اقول 180 يا فندم و في سري اقول ” نهايتها حريقة ………………”

                                        وشكراً لاتصالك بالمصرية للاتصالات

رين سمير

                                                   إهداء إلى كل من أعاد للوجود الوانه 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *