لا شئ
April 1, 2013
صدفة ….. ام قدر
April 1, 2013
Show all

احبك جدا

فتحت الشباك ، بدأت أرتب مكتبه ، أزيل الأتربة عنه بعد أن انتهيت من تنظيف الشقة بأكملها فإذا بورقه مسطور عليها شعر تقع في  يدىّ و كان عنوانها ” أحبك جداً “.

تذكرت هوايته القديمة في كتابة الشعر ، جلست أقرأ ما سطر :

” أحبك جداً و أعرف أن الطريق إلى المستحيل طويل

و أعرف أنك ست النساء و ليس لدىّ بديل “

دق في أذني جدلي مع أمي يوم جاء يخطبني :

–         لا يا أمي لن أستطيع الزواج منه إنه ابن أمه ما تقوله دستور ما تأمر به قانون واجب التنفيذ

–         يا بنتي أمه ست طيبه و تحبك

–         الآن فقط حتى نتزوج ثم تبدأ حركات الحموات

–         انتما لن تقيما معها وهو شاب طيب ، ممتاز ، مريح في التعامل و يحبك ، بصراحة أنت لا يصلح معكي إلا هذا الشاب

–          أنا !! لماذا ؟؟؟

–         لأنك قوية الشخصية مستبدة برأيك ولن ترتاحي إلا مع شاب مثله

تزوجنا و قاسيت في البداية من انقياده المستمر لأراء و أوامر والدته لكن العمر لم يمهلها كثيراً فلقد توفيت بعد سنتين فقط من زواجنا و منذ تلك اللحظة لاحظت تحول رهيب في كل تصرفاته فكل ما أقوله أمر مسلم به ، ما أطلبه واجب التنفيذ ، ما أشير عليه به هو الصواب حتى اختنقت بحبال طاعتة العمياء  .

 عدت إلى الورقة لتقع  عيناي على بيت يقول :

” أعرف أن زمان الحنين انتهى و مات الكلام الجميل ” لأتذكر الشجار الدائم من جهتي أنا حتى في لحظات الود بيننا كنت جافه جداً و أعنفه باستمرار .

تنهدت وأكملت باقي القصيدة :

” احبك جداً و أعرف أني أعيش بمنفى و أنت بمنفى    وبيني وبينك ريح وغيم وبرق و رعد وثلج و نار

وأعرف أن الوصول لعينيك وهم                       وأعرف أن الوصول إليك انتحار “

أتذكر صوته الباكي و هو يتوسل لوالدتي في منزلها كي تقنعني بالعودة إليه أتذكر كلماته :

–         أرجوك استحلفك بالله أنا لا أستطيع الحياة بدونها أقنعيها أن تعود ، لا لا..أحدثها أنا أرجوك أحدثها وسأقنعها .

–         كم كنت عنيدة و مصره على عدم الرجوع أليه و لولا المشاحنات التي كانت مستمرة بيني وبين زوجة أخي لاستبدادي برأيي لما عرفت مدى النعمة التي كنت أعيشها معه في بيتي و ارجع أنا من تلقاء نفسي إليه ، تذكرت خوفي و أنا أدق جرس الباب من أن يطردني بعد كل ما فعلته به لكنه أسرني بحبه وعطفه تذكرت شكله الرث ، ذقنه الطويلة ، بيجامته المتسخة المفتوحة الأزرار ، نظرة الإنكسار في عينيه التي تحولت ألي فرح و دهشة عندما رآني احمل حقيبة ملابسي أمامه حملها عني و ادخلها غرفه النوم لأفاجأ أنا بالشقة المتسخة و ملابسه الملقاة في كل مكان و رائحة السجائر التي تعبئ البيت أسرعت فتحت الشبابيك و بدأت في التنظيف ، هرول إلى :لا ، لا تفعلي شئ أنا من سيفعل كل شئ .

–          أعدت للسجائر مرة أخرى .

–          لن تدخل سيجارة بعد الآن بيتي ، وعد .

–         هل يوجد شئ في الثلاجة للغذاء ؟

–          لا فهي فارغة .

–         حسناً اترك أمر تنظيف الشقة لي واشتري أنت لنا شئ أعده للغذاء و خزين للثلاجة .

–          لا سأحضر أنا شئ جاهز ، لا أريد أن أتعبك أم من الأفضل أن نتناوله في الخارج لنحتفل بعودتك؟؟

–          أنت تعرف إنني لا احب أكل المطاعم ،هيا احلق ذقنك و استحم لتخرج .

–         حالاً ، و هرول مسرعاً لينفذ ما قلت .

–         انهمكت أنا في تنظيف الشقة حتى انه خرج دون أن اشعر ،  عدت للورقة مرة أخرى لتتابع عيني مدى ظلمي له ” ويسعدني أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية

و لو خيروني لقررت حبك للمرة الثانية “

–         كم أنا غبية كيف لم اشعر بكل هذا الحب ؟؟ اندفعت دمعتان يأملان أن يمحيا جزء مما اقترفته به ، عدت للورقة لأتابع باقي ما سطر :

” يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر             يا من حميتك في صدري من قطرات المطر “

تذكرت كيف كان يتركني نائمة و يعد الإفطار كما كان يغسل عني الأطباق أو ينظف الشقة كم كان يجاهد ليسعدني و ماذا كنت افعل أنا ؟؟ أتعسه .

تنهدت و عدت لأقرأ كلمات هزتني و جعلتني ابكي من صميم قلبي ” أيا امرأة تمسك القلب بين يديها     سألتك بالله لا تتركيني لا،لا، تتركيني فمن أكون أنا إذا لم تكوني “

تذكرت دموعه ،  توسلاته و هو يتشبث بحقيبة ملابسي حتى لا اترك البيت  لكن ماذا فعلت أنا ؟؟    اندفعت لأتركه خلفي حطام ، حطام ، صرختها و أنا ابكي.

أكملت باقي القصيدة بصوت عالٍ باكٍ كأنني أوبخ نفسي على ما فعلت به فإذا به يدخل يكملها معي و يقترب مني ” احبك جداً و جداً وجداً و ارفض من نار حبك أن استقيلا

وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيلا وما همني أن خرجت من الحب حياً وما همني أن خرجت قتيلا “

ابتسم ، امسك يدي ، مسح دموعي ، ضمني إلى صدره ،  ساعتها شعرت لأول مرة بمدى حبي و تقديري له و مدى ضعفي .

                                                                                                                        رين سمير 

                                                                                                                    اهداء الي من اعاد للوجود الوانه

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *