القرار
March 1, 2013
بندول الساعة
March 1, 2013
Show all

الوسطية


رغم كبر سنها و رجاحة عقلها بشهادة الجميع الا انها كانت طفلة بجوارة … كصغيرة تسير في ظل والدها تمسك يدة تارة و تندفع بعيداً عنة تارة اخرى ، ثم تعود الية تتلقفة بين ذراعيها الصغيرة .

تطير نسمات احلامها ضفائر شعرها الصغير و رغم رسم الزمن لأيامة ، احداثة  و كلماتة عليها الا انة لم يستطيع التوغل ليؤثر على ما بداخلها … صفحة بيضاء لا يشوبها سوى بعض خطوط من الالم ، الحزن ، الظلم و احياناً الفراق نظر الى عينيها ليرى تلك الصغيرة حبيسة جدران تلك الملامح الجادة الصارمة و التصرفات المحسوبة .

لم يستطع ترجمة ما بداخلة احب ؟؟ ام اشفاق ؟؟ ام ربما فضول لأخراج تلك الصغيرة الحبيسة ليعرف نتيجة ذلك المزج الغريب ؟؟ استساغ الحديث معها احب قربها و متابعه تصرفاتها كرة الوحدة التى تظلة في غيابها ، كان يبيت ليلا يعد الاف المواضيع ليتناقش معها فيها .. و عند اللقاء لا يتذكر اى منها و يفوجأ بين جنبات الحديث بتلك المواضيع المفقودة تسألة هى عنها … استجمع شجاعته .. قرر مصارحتها عن ما بداخلة اصطدم بقضبان السجن المحبوسة هى خلفة … هيهات ان يستطيع بقلبة الضعيف ، نظراتة المحبة و يدية العارية ان يدمر قضيب واحد من تلك القضبان .

مسكينة هى .. فلقد عرفت اصول اللعبة و لم تعد ترغب او تقوى على تغييرها … امسكت بجدران سجنها .. اثرت على الدوران بجوارها حتى لا تسقط في فجوة المنتصف و الوسطية .

و فقير هو بضعفة ، سلبيتة ، جبنة و قلة حيلتة امام القيود و القضبان التى زرعتها العادات ، التقاليد ، السنون ، تناقل الحضارات و تراكم الثقافات .

اكتفى كل منهم بمتابعه الاخر من جهتة هى من داخل سجنها و هو من الخارج و لكن ايضاً داخل سجنة حتى سئم كل منهم المتابعه … هنا و عندما ادار كل منهم ظهرة للاخر وجد كل منهم باب الخروج هرولوا الية ، خرج كل منهم من باب سجنة ليصطدم كل منهم بالآخر ابتسما بل ضحكا فلقد كان دوماً الباب امامهم و لكنهم حصروا نظراتهم في ذلك الجزء الضيق بين القضبان .

رغم سعادة كل منهم بالحرية و الاخر الا انهم وجدوا انفسهم في سجن اخر مشترك نظر كل منهم للاخر و في عينيهما نفس التساؤل هل تواجدنا سوياً افضل رغم قضبان ذلك السجن الواسع ام ان السجن الانفرادى في ذلك السجن الضيق افضل ؟؟

و كانت الاجابة لا مفر .. امسك كل منهما بجدار للسجن كالمعتاد و ظلا يدوران بجوارة يتقابلان مرة و يفترقان مرات و لكن المهم ايضاً الا يسقطا في فجوة المنتصف و الوسطية و الاهم ان يلتقيا .. ربما تلك هى الميزة الوحيدة التى تقويهم و تبثهم روح الحياه .

رين سمير

                                                   إهداء إلى كل من أعاد للوجود الوانه 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *