بنلف في دواير
April 1, 2013
رؤي
April 1, 2013
Show all

موقف

اندفعت داخل المطعم تنزع معطفها المبلل ، تعلق مظلتها بجوارة ثم اتخذت موقعها المعتاد بجوار الشباك تتابع المطر ، هرولة المارة فإذا بعينيها تتعلق بملامح شاب لم يتجاوز الثلاثين من عمرة ، من حركاتة و نظراتة تشعر كأنة احد الفراعنة الهاربين من التحنيط اندفع بدورة داخل المطعم ليحتمى من المطر و الغريب انة احتل النضدة المجاورة لها رغم فراغ المطعم ، دون ان تشعر قادها فضولها لتتابعه بل لتراقبة و تحلل شخصيتة ذلك الحزن المطل من عينية ، الانكسار الظاهر على قسماتة شرودة في اللاشئ ، تنهداتة بين الحين و الاخر كأنة يحاول اخراج بعض اللهيب لما يحترق في جوفه لحظات و التف حولة اثنين من اصدقائة من خلال بعض الكلمات المتطايرة استطاعت ان تعرف سبب حالتة فهو كالمتوقع قصة حب فاشلة … شردت لتتخيل ترى ما شكل حبيبتة بدات ترسم ملامحها بل تطور الوضع الى تخيل لحظة الفراق .

-هاقلتى اية في طلبي اللى عرضتة عليكى ؟؟

-في الحقيقة انا لو لفيت الدنيا بحالها مش هقابل اخ و زميل اعتز بية زيك علشان كدة يا ريت نفضل اخوات و زمايل بلاش اكتر من كدة

–         دة ردك النهائي ؟؟

–         ايوة

افاقت على نادل المطعم يسالها عن طلبها ، املتة طلباتها ثم رحل ، عادت الية لتتابعه من جديد كان يتناول الكاكاو الساخن في شرود بعد ان رحل زميلية كان اشبة بسلحفاة تحمل صدفتها على ظهرها  لكن مع الفارق فلقد كان حملة هو اشبة بحمول الدنيا كلها و عينية الدامعه تحجرت بهما الدموع تأبى مغادرتهما رفع هاتفة المحمول ضغط بأصبعه  على بعض الازرار ثم بدأفي الهمس ، استرقت السمع علها تعرف ما الخطوة التى اتخذها لإزالة صدفة الهموم عن كاهلة ليفزعها النادل بوصول طلبها نظرت الى الطعام في زهد ثم اشارت لان يرفعوة على ان يوافوها بكوب من الكاكاو .

ما ان عادت بنظرها الية فإذا بة تنبة لمتابعتها لة  ، ارتبكت .. رفعت الجريدة امام عينيها لتخفى وجهها عنة لحظات .. حركتها جانباً.. نظرت الية فإذا بة ينظر اليها في دهشة ثم يبتسم و يدير عينية الى شباك المطعم .

ابتسمت للابتسامتة .. يا ترى بيبتسم لمين ؟؟ و على اية ؟؟ ترددت داخلها و هى تضع الجريدة جانباً لتتابعه فإذا بة يسدد الحساب و يجمع اشاءة ليرحل و هو ينظر اليها مبتسماً نفس الابتسامة  فرفعت الجريدة في حركة لا ارادية .. ما ان اقترب منها حتى مال عليها قائلاً : على فكرة الجرنان مقلوب . ثم اندفع خارجاً من المطعم ، يمر امام الشباك ، يبتلعه زحام الشارع و هرولة الناس من الامطار.

                                                                                                                                    رين سمير 

                                                                                                                                اهداء الي من اعاد للوجود الوانه

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *