وتلاشت
March 1, 2013
المبدع الحقيقي
March 1, 2013
Show all

غد .. قريب .. بعيد

 

جلست بجواره على الأرجوحة في الحديقة منهكة القواه تنهدت ، نظرت إليه :- لقد أرهقني الأولاد جداً اليوم .

ابتسم قبل وجنتي ، أخذني تحت ذراعه نمت على أرجله بدأ يداعب خصلات شعري ، ظلت الأرجوحة تأرجحنا ، نسمات الهواء الصيفية تداعبنا في لطف لتنعش ذكرياتنا ، تنهد :- كم احب الأولاد ، احب العزوة يذكرونني بأخوتي كنا ستة اخوة و أختين لم يتبقى منهم سواي بعد أن قصف الصهاينة بيتنا .

قبلت يده احتضنتها :- لدينا ستة أولاد والسابع في الطريق ، ماذا تريد اكثر من ذلك ؟؟

ضحك انحنى قبلني بن عينيَّ ثم عاد و نطر إلى السماء كان القمر بدراً ، ضحكت :- أتذكر أول لقاء بيننا؟؟

ابتسم :- كيف أنساه ؟ كنتِ  مع مجموعه من الزملاء لزيارتنا أنا و مجموعه من الجرحى في الانتفاضة استضافتنا مصر لمعالجتنا .

-و من اللحظة الأولى جذبتني بقوة شخصيتك ، طيبة قلبك ، تصميمك ، جرأتك أهم شئ جرأتك .

ضحك – جرأتي آه رقم تليفونك .

-نعم لا ادري كيف و لماذا أعطيته لك ؟؟!

-لأنك أحببتني

–         ماذا ؟؟!

–          و لأني أحببتك – ضحك – و كان قدم السعد علىّ أنا و كل الفلسطينيين ، ما أن عدت حتى قامت الحرب .

–         كنت سأموت من الخوف عليك .

–          ماذا أنا كنت أتحدث معك كل صباح لأني كنت لا أستطيع عمل أي شئ دون أن اسمع صوتك .

–   نفس شعوري ، كنت انتظر تليفونك بفارغ الصبر رغم بعد المسافة إلا أنى كنت انتظره ، لكن في الفترة الأخيرة التي ضربت فيها إسرائيل شبكة الاتصالات و تعذر الاتصال بيننا كنت سأجن طوال فترة الثلاثة اشهر الأخيرة .

–   أنا أيضا كنت ابحث كالمجنون بأي وسيله أستطيع أن أتحدث معكِ بها إلى أن أعلن وقف إطلاق النار و بدأت مباحثات السلام .

–          لكني أطمأنيت عليك أو تذكر اللقاء التلفزيوني الذي أجراه معك مراسل مصر في فلسطين .

–          نعم ، عندما طلب مني إجراء اللقاء كنت سأطير من الفرح لأنني سأطمئنك علىَّ.

–          أخيرا انتهت الحرب و حررتم الأرض .

–          كان عهد علىَّ أنى ما اجعل رجلك أتخطي إلا على ترابنا المحرر .

–          نعم تزوجنا ، جئنا بنينا بيتنا وزرعت أنت أجمل حديقة في الدنيا .

–          وأنجبت أنت لنا عصافير الجنة .

ضحكت : لكنهم متعبين ، ابتسم احتضن رأسي .

–         هيا ندخل البيت لقد بردت الدنيا .

–          لا تنسي الثياب البيضاء للأولاد غداً لصلاة الجمعة في المسجد الأقصى .

–          ثانيةً .

–          نعم حتى يعرفوا لأجل ماذا حاربنا .

ابتسمت ، نظرت إليه أخذني تحت ذراعه و دخلنا بيتنا سوياً و أغلقنا الباب علينا .

رين سمير

                                                   إهداء إلى كل من أعاد للوجود الوانه 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *